الرجل .. وأسرار الغرام ؟؟

الرجل .. وأسرار الغرام


أعلم أن تعرية عواطف الرجال وكشف عالمهم السحيق مجازفة صعبة وعصية،

ذلك أن الخوض في هذا الشأن قد يثير حفيظتهم نظير المتقلبات النفسية والأنماط
الاجتماعية التي تطوق حياتهم اضافة الى تكتمهم الشديد على هذا الأمر... لكن
ما دعاني الى البوح بذلك هو الإحساس القاتل الذي بات يؤرق داخلي رأفة بتلك
الطبقة الساحقة التي تجردت عن مشاعرها فأضحت حياتها أرضاً قاحلة. يقابل
ذلك مجموعة أخرى انجرفت وراء عواطفها فهامت في دنيا الغرام ليحققوا معنى
العبودية الحقة.

أقول انه من النادر جدا أن تجد رجلا يعي ماهية مشاعره حتى يمتلك القدرة
على تحقيق التوازن النفسي لمواجهة العواصف العاطفية الناتجة عن ضربات
القدر ، مما قد ينعكس سلبا على حياتهم المستقبلية. وقد يبدو أنه من الخطأ
تعميم هذه القاعدة لكن المؤشرات النفسية التي درست طبائع مئات الرجال تؤكد
إلى تلك المحصلة.
إن غالبية الرجال منذ الطفولة هم في صراع طويل مع مجتمعاتهم للظفر بامرأة حسناء يعيش الفرد معها حياة سعيدة استلهاما لعاطفة الحب العظمى. لكن البعض منهم ما أن يصطدم بواقع فقدان تلك المرأة ، سرعان ما تخور قواه العاطفية ويبدأ مرحلة معاناة مزمنة. فتجده ساعة يسعى إلى البعد والنسيان وساعة أخرى يحاول الانتقام وساعة ثالثة يبكي ماضيه... وهو بتلك التقلبات والمتناقضات من حيث لا يدري يؤجج الشوق ويوقد النيران بأحشائه. فكلما مر به عابر تنكأت جراحه وظل يستشعر أنثاه الراحلة لحظة بلحظة . يراها في تلفازه في حلمه في كتابه في طريق عمله، في كل نساء الأرض . من هنا لا يجد بدا من السعي مجددا للبحث عن حب جديد يسقي به غصونه الذاوية ويروي به ربوعه المجدبة ويهرب من ماضية الأليم. رحلة جديدة يثأر فيها لأشلائه المبعثرة يشرعها بالبحث عن الأجمل عن الأذكى عن الأكمل انتصارا لرجولته القتيلة.
وما ان يلتقي التقى مراده وتتفجر قواه الكامنة ، سرعان ما يصطدم خياله بواقع الحياة المغاير ليطمس تلك الأحلام الهلامية التي رسمها منذ الطفولة ، يعاود الكرة من جديد و تتمدد به الآلام الدفينة لتجعل منه مستودعا للذكريات والأحزان ظانا أنه لا سعادة الا مع الأولى ولا رغد إلى معها .. ويبقى يعاني من أشجانه التي يتعمد إخفائها عن الجميع حتى لا تقدح رجولته ظانا أنه الوحيد الذي يعيش فراغا عاطفيا . لكن الحقيقة تقول أنه انموذج لأجيال رجالية بأكملها وسيظل ويظل يتربص بحب آخر وآخر حتى وان تقدم في العمر وهو وهو ما لا يستطيع البوح به وما لا تدريه الأنثى