عزت أبو عوف: كنت أرتدي الفساتين في صغري!!!

درس الطب، لكنه أختار الفن، أحب الموسيقى فأحبه التمثيل، أدى أدوارا صعبة صنعت له شخصية وبصمة وأسلوباً، وكان مع رئيس نقابة الممثلين المصريين عزت أبو عوف في هذه الدردشة في الجريدة.

إذا عدنا الى ألبوم الذكريات وتوقفنا عند صورة الطفل عزت، ما هي أبرز سماته؟



سريع الغضب.. طيب القلب

على الرغم من أنني من مواليد عام 48، لكني أتذكر جيداً حريق القاهرة عام 52 وأحداثاً وقعت عام 51 لذلك أشعر بأن الذاكرة بدأت معي مبكرة جداً حتى أنني أتذكر جيدا شكل ملابسي بالتفصيل.

لماذا؟
لأن والدتي كانت تريد أن تنجب بنتاً فرزقها الله بي لذلك لم تقص شعري في أول عامين من عمري بل كانت تضفره وتلبسني فساتين، وكان اسم الدلع الذي أطلقته عليَّ جدتي "ميموزا" ومعناه الوردة الخجولة، ولأن أهل والدي صعايدة لم تعجبهم تصرفات والدتي فواجهها أبي بعنف وقص شعري وحذرها من أن تلبسني فساتين مرة أخرى وأجبرني على النوم وحيداً في غرفة مظلمة بعيداً عن أمي ومنذ ذلك الحين لدي عقدة من الظلام ولا يمكن أن أنام إلا في النور. بعد حوالى 6 سنوات انجبت والدتي شقيقاتي الأربع الواحدة تلو الأخرى.

ماذا عن علاقتك بشقيقاتك؟
ربطتنا صداقة وثيقة على الرغم من فارق السن بيننا، أذكر مرة أننا كنا نلعب لعبة اسمها "صاعقة" فربطت اثنتين من شقيقاتي بحبل ووضعت في آخره صخرة ضخمة ثم انزلتهما من الشرفة إلى الأرض، واحدة انكسر أنفها والأخرى أصيبت بارتجاج في المخ.

كيف كانت علاقتكم بوالدكم؟
كان أبي مشغولاً في عمله، خصوصا أنه انخرط في الحياة السياسية وكان عضواً في أول مجلس أمة بعد ثورة يوليو 52 وكان يباشر شؤون الدائرة الخاصة بطوسون باشا ولم يكن أمامنا سوى أمي التي كانت تضربنا بسبب شقاوتنا.

ماذا عن معاملتك لشقيقاتك البنات؟
كنت في منتهى الحزم معهن، وكنت أحياناً أعاقبهن بدلاً من والدي واستخدم في العقاب أمور الردع كلها ومنها الضرب.

ألم تشعر بحاجتك الى أخ؟
بالتأكيد وسبب لي هذا نقصاً رهيباً أحاول تعويضه مع أصدقائي.

من هي الشقيقة الأقرب إلى عقلك؟
مها، لأن صفاتنا مشتركة.

هل كنت متفوقاً في المدرسة؟



تخصصي امراض نسائية وولادة..

حتى منتصف الدراسة الثانوية كنت من الأربعة الأوائل، أما في الثانوية العامة بدأت أقع في غرام الموسيقى ورسبت 3 سنوات متتالية وبمجاميع ضعيفة جداً.
كيف التحقت بكلية الطب؟
كان من أهم أحلام والدي أن يكون طبيباً، لكن إمكاناته لم تسمح له بدراسة الطب، كان أكبر إخوته وظروفه المادية صعبة فاضطر الى مساندتهم كي ينتهوا من تعليمهم، لهذا أصر أن يراني طبيباً على الرغم من أنني كنت أريد اكمال دراستي الموسيقية لأنني كنت متفوقاً في الكونسرفتوار وكنت الأول دائما.

هل كنت متفوقاً في كلية الطب؟
جداً، لكن بمجرد أن بدأت أمارس الطب خفت منه وتراجعت عن الاستمرار فيه.

ماذا كان تخصصك؟
أمراض نسائية وولادة.

ما الذي ورثته من صفات والدك؟
سرعة الغضب ولو أني بدأت أعالج هذا العيب، بالإضافة إلى الإصرار على النجاح وأذكر أن والدي حين علمني السباحة رماني في البحر وطالبني بالسباحة.

ووالدتك؟
أخذت عنها الطيبة، كانت أطيب امرأة في الكون.

ماذا عن أصدقاء عزت أبو عوف؟
ربطتني صداقة كبيرة مع مجموعة من العباقرة مثل هاني شنودة ويحيى خليل وعمر خورشيد وعمر خيرت وإسماعيل الحكيم وكوَّنا معا فرقة موسيقية وكنا نمضي أوقات فراغنا بالمطالعة لذلك اختلفنا عن بقية جيلنا بالجد والتفوق وأعتبر نفسي عشت فترة شباب سعيدة ومثمرة ومليئة بالأحلام والأهداف.

كيف تعرفت الى زوجتك فاتيما؟
كنت في العجمي في الإسكندرية مع مجموعة من أصدقائي وكان عمري حينذاك 18 عاماً وهي 14 عاماً عندما شاهدتها للمرة الأولى تدخل المكان حافية القدمين فسألت عنها وعرفت أنها فاتيما، وهي فتاة مصرية تعيش في الخارج مع والدها سفيرنا في فرنسا. بعد ذلك بيومين رأيتها في أحد شوارع الإسكندرية تسير مع صديقاتها وكانت حافية أيضاً فجذبتني وبدأت السعي الى التعرف اليها والكلام معها وشعرت حينها بماس كهربائي يربط وجداني بها. فاتيما مثال للزوجة الصالحة وهي محور حياتي استحملتني كثيراً وساندتني وغفرت لي كثيراً وربت ولديَّ كمال ومريم.

وماذا عن عزت أبو عوف الأب، هل أنت أب عصري؟
بالعكس. يصفونني "دقة قديمة" لأنهم يفكرون بطريقة مختلفة تماماً عني.

ما هي أسوأ صفاتك؟



اتفاءل بصوت الكروان

الإسراف وهو عيب بشع فشلت في التخلص منه.
أنت متهم بالكسل، هل هذا صحيح؟
للأسف أنا من مواليد برج الأسد، وأصحاب هذا البرج كسالى.

ما هي عقدة حياتك؟
ركوب الطائرات.

هل تخاف من عبارة "ومضى قطار العمر"؟
لا، لكل عمر حلاوته.

يقول المثل الإسباني "فن النسيان... سعادة"، ما الذي تريد أن تنساه؟
الأعمال السيئة التي شاركت فيها وهي قليلة جداً الحمد لله.

ما أكثر طبق تحبه وتجيد زوجتك طهيه؟
تجيد زوجتي طهي الأطباق الإيطالية وأنا أعشقها من يدها.

بماذا تتفاءل؟
اتفاءل بصوت الكروان.

ما هو أهم درس تعلمته من الحياة؟
إنك تجني ثمرة ما تزرع، فإذا زرعت قمحاً ستحصد قمحاً وإذا زرعت حنظلا ستحصد حنظلاً.

متى انطبقت عليك عبارة أم كلثوم "ابتديت دلوقتي بس أحب عمري.. ابتديت دلوقتي أخاف العمر يجري"؟
في أيامي الراهنة.